صفقة تبادل تعيد الأمل.. فنزويليون يعودون بعد اتهامات بلا أدلة

بعد شهور من الاحتجاز في ظروف صعبة وبعيدة عن الأهل، عاد أكثر من 200 مهاجر فنزويلي إلى وطنهم، مساء الجمعة، وسط استقبال مؤثر من ذويهم الذين لم يعرفوا عنهم شيئًا منذ ترحيلهم القسري من الولايات المتحدة واحتجازهم في السلفادور.

المرحّلون، ومعظمهم من الرجال، كانوا قد طُردوا ضمن حملة واسعة نفّذتها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ضد المهاجرين، بحسب وكالة فرانس برس، حيث اتُّهموا بالانتماء لعصابة "ترين دي أراغوا" التي صنّفتها واشنطن جماعة إرهابية، رغم عدم تقديم أدلة كافية، وفق منظمات حقوقية.

صفقة تخفف المعاناة

الإفراج عن هؤلاء المرحَّلين جاء ضمن صفقة تبادل مع واشنطن شملت إطلاق فنزويلا سراح عشرة أمريكيين، بالإضافة إلى عدد من السجناء السياسيين.

وقال وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو إن "كل أمريكي محتجز ظلماً في فنزويلا أصبح الآن حراً"، وفي المقابل، أعلن رئيس السلفادور نجيب بوكيلة أنّ بلاده سلّمت جميع الفنزويليين المحتجزين لديها.

وصل المرحَّلون إلى مطار قرب كراكاس، وكان بينهم سبعة أطفال. بدت ملامح الإرهاق والخوف على وجوههم بعد أشهر طويلة في سجن «سيكوت» المخصص لقضايا الإرهاب في السلفادور.

قال خوان يامارتي وقد اغرورقت عيناه بالدموع: "شقيقي عاد، لا أجد الكلمات للتعبير"، أما والدة أحدهم فقالت: "لم نتواصل معه قط، أعددت له حساء الاستقبال فقط".

حقوق غائبة وأطفال بلا ذنب

منظمات حقوقية في السلفادور أشارت إلى أن سبعة فقط من بين 252 مرحّلاً كان لديهم سجلات جنائية، في حين بقي الآخرون محتجزين بلا تهم واضحة، وجرى حرمانهم من الاتصال بذويهم أو تلقي الزيارات.

وفيما تتواصل رحلات الترحيل شبه اليومية من المكسيك والولايات المتحدة إلى فنزويلا، يؤكد النشطاء الحقوقيون أن آلاف الأسر لا تزال تعاني من الانفصال، وأن الأطفال يدفعون الثمن الأكبر في هذه السياسات.

رحّلت الولايات المتحدة هؤلاء الفنزويليين استناداً إلى صلاحيات زمن الحرب.

وبحسب بيانات رسمية، تم ترحيل أكثر من 8200 فنزويلي، بينهم نحو ألف طفل، من الولايات المتحدة والمكسيك إلى فنزويلا منذ فبراير، وبُني سجن "سيكوت" في السلفادور خصوصاً لقضايا الإرهاب، في إطار سياسة الرئيس بوكيلة لمكافحة العصابات.